"الدولية للهجرة" 450 ألف أفغاني يعودون قسراً من إيران خلال شهر
آلاف عادوا تحت التهديد وبدون شيء
عاد أكثر من 450 ألف أفغاني من إيران إلى بلادهم منذ الأول من يونيو، بحسب ما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، في ظل تصعيد إيراني لترحيل المهاجرين ممن لا يحملون وثائق إقامة، وسط تحذيرات من أزمة إنسانية خانقة.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة، في بيان اليوم الاثنين، إن السلطات الإيرانية فرضت على الأفغان غير المسجلين مغادرة البلاد قبل السادس من يوليو، وهي مهلة وصفتها منظمات دولية بأنها غير إنسانية، وتطول ما يصل إلى أربعة ملايين أفغاني من أصل نحو ستة ملايين يعيشون في إيران، وفق بيانات رسمية.
طوابير على الحدود وقلق عميق
ارتفعت وتيرة العبور الجماعي منذ منتصف يونيو، وسُجّلت في بعض الأيام أعداد تصل إلى 40 ألف شخص عبروا معبر إسلام قلعة الحدودي في ولاية هرات غرب أفغانستان، وفق ما أفادت به وكالات تابعة للأمم المتحدة.
وقال متحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة إن العدد الإجمالي للعائدين الأفغان منذ بداية العام الحالي تجاوز 906 آلاف شخص، معظمهم عادوا دون أي موارد مالية أو مأوى آمن.
روايات مؤلمة عن التهجير
أفاد عدد من العائدين بتعرضهم لضغوط مستمرة من قبل قوات الأمن الإيرانية، شملت الاعتقال والترحيل القسري، ومصادرة جزء من ممتلكاتهم البسيطة، ما ضاعف من مأساتهم بعد سنوات من الهجرة والبحث عن لقمة العيش.
تمويل شحيح واستجابة هشة
تواجه المنظمات الدولية صعوبات كبيرة في الاستجابة لموجة النزوح، بعد أن تراجعت المساعدات الخارجية بشكل حاد منذ سيطرة حركة طالبان على الحكم في أغسطس 2021، ودعت الأمم المتحدة إلى تعزيز التمويل المخصص لبرامج دعم العائدين، محذّرة من تداعيات اجتماعية واقتصادية مقلقة.
تحذيرات من موجة لجوء ثانية
في وقت سابق، أكدت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن ترحيل الأفغان قسرًا أو دفعهم للمغادرة تحت التهديد قد يؤدي إلى موجات هجرة جديدة باتجاه أوروبا، معتبرة ذلك تهديدًا حقيقيًا لـ"الاستقرار الإقليمي".
وقالت المفوضية في بيان الجمعة: "إجبار الناس على العودة في ظل ظروف لا يمكنهم فيها تأمين احتياجاتهم الأساسية، قد يدفعهم للبحث عن ملاذ جديد في أماكن أبعد وأكثر خطورة".
منذ سيطرة طالبان على الحكم في أفغانستان في أغسطس 2021، تفاقمت أزمة الفقر والبطالة وانكمشت الخدمات الحكومية، ما دفع ملايين الأفغان إلى الهجرة نحو دول الجوار، خاصة إيران، ومع تراجع المساعدات الدولية وغياب الاعتراف الدولي بحكومة طالبان، تُترك أعداد متزايدة من العائدين دون دعم فعلي، ما يُنذر بانفجار أزمة إنسانية واسعة النطاق.